الحـــلم الجـــامح !!

كلمـــا سألونـــي عن حُ ــــلمي ... أجيبهم بــ حِ ــــلمي

حُ ـــلمي أن أعانق ... حُ ـــلمي

الاثنين، فبراير 22، 2010

ليلة الألم... وحلم العدم

واعجبي من أحلامي ...

بالأمس كنت أحلم بالمسير على القمر

وأتمنى لو أقضم ثلج القطبين

وأهفو لمشهد الغروب في جزر البحر الغامض

وأعدو كالجواد ... يلهم الربيع قدماه

فتتطوى الأرض من خلفه

واليوم ... آآآآه ما أبخل اليوم

اليوم ... انطوي بجدران من لون قاتم

ألتف ... بأساور من أنابيب

ذا يتسلل إلى دمي

والآخر يطارد ذرات الحياة بجسمي

... أشعر بأني فوق نعشي

والصوت النبض يصلي على شئ

مات بداخلي ،،

فقير يومي ... يتيم حلمي

لا أطمع اليوم إلا ... بــــنور

يشقق قتام غرفتي

ولا أربح إلا ضوءاً أصفراً ... يخبرني بأنني نصفُ حي

..... آآآآآآه أشعلوا الضوء

لأول مره ... أخاف من الظلام

أخاف المجهول ... لأول مره أشعر بالجبن

لأول مره أقنع بشمعة ... وكنت أبيع أشعة الشمس لسكان الأرض

وأين الرفيق إذا احتجته ... يغيب عني ويلعب بي الضيق

وتضيق روحي ... وأنفاسي تراجع

لرئتنان مجوفتان ... لا تقذفنان إلا لهيباً حارقا

وتذبل شفتاي

وكنت أطرب الدنيا بأنغامي

آآآآآه ما أثقل الليلة

أينما تلفت رئيت سواداً

ويوشك أن يشلل جفوني ...

لا أترجم حقيقتي إلا

لا أشعر إلا

لا أتنفس إلا .... " الألم "

الغرفة القبرية والمشفى الشاهد

تخبرني الغرفة القبرية ... ما لا يبوح به طبيبي

عرفت أن العودة للماضي محال ... وإن الصحة زور

كائن ملثم غزى مملكتي ... مزق كائناتي الرقيقة

ثم سرت ... كالملك المخلوع ... أطوف مروج الظلام

وأمواج الآلآم عتية ... تدفعني بعيداً بعيداً ... عن شط الأمان

زوايا العتمة ... تحيط بي ... شئياً فشيئاً تكاد تبتلعني

تمتص مني الحياة وتلقي أحلامي ... لمجهولٍ

لا أرى فيه إلا أنبوب شفاف

أقابل من خلاله دمي وجهاً لوجه

ويشكو أياماً كنا ننتشئ الحرية

ثم تهطل دموع ... ممزوجة بطعم الدواء

هي الأفراح تبكي ... والأمل معلق على مشنقة السرير القاسي

صنوف العذاب عمتني ... فأيقنت أن الصحة محال

ثم يستكين النبض .. وترخو يدي

واستسلم للنوم ... وأرحل للعدم....!

.
بالأمـــس

الأحد، 21 شباط فبراير، 2010

ما الحب إلا الحب !!

الحُبْ .... مصنع المجرمين



كاذب ... وخائن ... مدعي ... ومغرور


سارق ... محتال ... ناصب ... ومخمور


الحُبْ ... قصة نهايتها غروب


ورواية غريقة بالدموع


الحُبْ ... ألوان سرابية ، وقصر من رمل ، وأمطار مالحة


الحُبْ ... طير متراقص مكسور الجناح


الحُبْ ... رسم قصير لدرب طويل طويل


الحُبْ ... روح مسلوبة في كيان أحدهم


الحُبْ ... قلب غريب .. يحتل قلبك


الحُبْ ... جريمة لا يعاقب عليها القانون


الحُبْ ... دولة اللاحدود ... دولة كل اللاموجود إلا بمملكة الحب


الحُبْ ... أما سئم العالم من هذه الكلمة


الحُبْ ... حمى عالمية تمسح الكائنات تحولهم لسكارى الليل


الحُبْ ... داء لا دواء له غير الحب


الحُبْ... عينٌ دامعة ، جبينٌ شاحب ، ولسانٌ مقطوع ، وذهنٌ غائب


الحُبْ ... مصيرٌ مجهول .. يكتبه أعمى .. ويتغنى به مجنون


الحُبْ ... حريةٌ واهمةْ
.....

ما الحب إلا الحب
\
\
\
..... من مناسبات عديدة .... ذكرى الحب والشجن ......

15 يوليو ... موعد تنفيذ الإعدام

15 يوليو ... تنفيذ الإعــدام







" 15 يوليو ( موعد تنفيذ الإعدام ) " ... كانت هذه العبارة في بداية الفيلم الذي عزمت مشاهدته في ليلة الخميس والتي تسبق لليلة واحدة من انتهاء اختباراتي النهائية .. فيلم مضت عليه رياح السنون وقد علت الغبار .. ولكن في نفسي تبقى له أثر وحنين أن أشاهده مجدداً ... وفعلا


الفيلم يدعي ( The Green Mile ) من بطولة الرائع – ممثل مفضل لدي – " Tom Hanks " .. الميل الأخضر هو عبارة عن قصة حدثت منتصف الفصول في 1935م .. عجوز كبير في مركز المسنين يحكي قصته لصديقته... وهو نفس الرجل المسئول عن السجناء المحكومين عليهم بالإعدام في قسم الميل الأخضر ...


أحداث الفيلم بطريقة تدعى في الأدب السينمائي ( Flash Back ) أي نظرة خاطفة للماضي في زمن الحاضر ... وهذا هو أسلوبي المفضل في كل رواية ... فما نفع الماضي إذ لم نتذكره.. وكيف يحلو لنا الحاضر دون خواطر الماضي وعبره ...


يسقط الفيلم أضواءه الديناميكية على رجل أسود البشرة ، عملاق ، قوي البنية ، اتُهِم باغتصاب وقتل فتاتين لا يتجاوزا الست سنوات في وقت كساد اقتصادي في ريف أحد المدن في الولايات المتحدة ، رغم أنه أَخبر الجميع بأنه حاول أن ينقذ الموقف لكن جاء متأخراً .. ولكن أب الطفلتين ومحامي الدفاع والقاضي والجميع بظواهر الحقائق وقانون الولاية أدانت فعلته وحكم عليه بالإعدام على كرسي كهربائي ... تسري الكهرباء بكل جسمه حتى يحترق ويموت ... هكذا كانت الخطة


ولكن للخالق العليم بمجريات الأمور خطة آخرى ... سبحن من إذا ابتلى أعطى ... فقد رزق هذا الشاب الضخم الغامض جداً قوة كالوسائط الروحانية التي تشعر بالآلام الناس.. وتتعرف على الرجال صالحهم وطالحهم فقط من ملامسة الكفوف .. وأيضاً يستطيع أن يشفي الناس ويمتص عنهم ألآمهم وأوجاعهم فقد شفى الالتهاب ( السيد بول = رئيس القسم بدور توم هانس ) ، وأعاد فأرة السيد ديل التي أحبها أحد السجناء إلى الحياة ، وأيضا برئ زوجة رئيس السجن التي كانت تعاني من ورم دماغي استعصى على الأطباء واحتار الزوج بحالتها .


والغريب جدا ... أن الرجل صامتٌ كتومٌ جداً ... يشعر بالآلام الناس ويرى العالم بحلته السوداء القاتمة ... رغم ذالك تراه يمشي ويتحرك ويشعر يفكر كالطفل ... فيبتسم حيناً ويغني ، يشم الورق الأخضر ويحمل التراب بين يديه ... وحينما يسأل عن تفسير لما حدث أو ماذا فعل ؟ يقول " أنا متعب سيدي الرئيس ، أنا جداً متعب " .. ثم يستلقي على سريره في زنزانته


في أحد الأيام طلب من رئيسه أن يمد يديه ... وبالرغم من تحذيرات أصدقاء بول له غير أنه رفضهم وأخذ بيد جون ... وفجأة رأى بعينه أنه مظلوم وقصة الطفلتين الحقيقة واللتان قتلا واغتصبا على يدي صديق أباهما وليس على يديه... رأى الحقيقة بكلتا عينيه ومن يد جون كوفي وشعر بمعاناة الطفلتين وتعرف على القاتل المجرم ... ولذا كان الرئيس يموت من شدة الألأم والتوجع والصدمة العارمة... وفي تلك الليلة، ليلة ما قبل إعدامه عرف معاناة الشاب الضخم الذي أصبحوا يدعونه ( الطفل الكبير The Big Baby ) ... وشعر بأن من حقه أن يدافع عنه ولكن يديه مقيدتان بحكم الحكم السابق فيه وهو الإعدام بالحرق حتى الموت في صباح الغد ... وقبل موعد الإعدام منحوا جون كوفي أمنية يحققها قبل إعدامه ... رفض في البداية لكن مسئول آخر في السجن ألح عليه أن يستغل الفرصة ويتمنى ما كان يصبو لتحقيقه في فترة طفولته السوداء المتعبة الغامضة والنادرة جداً... وبعد تفكير قليل ... أجاب " لم يسبق لي أن شاهدت فيلماً " ... وبالفعل حققوا له أول وآخر أمنياته.. شاهد فيلماً كلاسيكياً في نهايته أغنية " أنا في الجنة أشعر أنني في الجنة " وكان جداً سعيداً وشاكرة لإدارة السجن الذين أصبحوا بحق أصدقاءه وقد سعدوا باستقباله وأحبوه بحق... ياله من قلب طفل في جسد عملاق !!


لست هذا الموقف الوحيد الذي أثار دهشتي بل أيضاً ... في موعد تنفيذ الإعدام نفسه في الخامس عشر من يوليو وقبل خمس دقائق من تشغيل الطاقة القاتلة على جسمه ... إلا أن الطفل يظل طفلا.ا ... فقد طلب منهم بلطف أن لا يضعوا القناع الأسود حول عينه متعذرا كعادته بأنه يخاف من الظلام ... ووافقوا على طلبه ... وأصبح الآن وجهاً لوجه مواجهاً للموت ولنظرات الناس التي ملئت كرهاً له ... وحان الموعد :


" السيد جون كوفي قد تم الحكم عليك بالإعدام حتى الموت في الكرسي الكهربائي وفق قانون الولاية والقاضي ومجموعة المحلفين الاجتماعية والذي لهم منزلة مرموقة في مجتمعك وسوف ينفذ الآن الحكم .. ألديك ما تقوله ؟ " .... فصمت قليلا ثم أجاب


" ...أنا أسف لأنني أنا ... أنا حقاً آسف على ما أكون عليه..."


عند هذه الكلمات ... أمسك الرئيس بيده مصافحاً ثم أمر بتنفيذ الحكم . وبالفعل نفذ الحكم واحترق جسده البرئ من كل التهم وأنارت القاعة بأضواء أتت من قوة الكهرباء الموصولة بجسده والذي لم يرتاح أبداً حتى عند موته ... بل عاش ومات صاماً كاتماً ألمه والظلم الناس وشعور رحل عن لغة الوصف ولم يجد له وصفا غير أنه " متعب جدا "...


...


الفيلم ليس قصاً عابرة ... فقد تذكر أصدقاءه جميعاً اسمه وقصته في الميل الأخضر ... والكثير من مشاعري اضطربت مع هذه القصة ... فلا أدري في الختام ماذا أقول ؟


...


كم من المرات اعتقدنا أننا نعرف شخصاً ... أو أن نشعر بالالامه ورغم ذالك خاب شعورنا وعجزنا عن مساعدته أو حتى إنصافه


كم من المشاهد لأرواح الناس تمر حولنا وهم يعانون بصمت ... قصص غريبة ... لا يصدقها عقل ولا يقبلها واقع بل أحياناً لا نريد أن نصدقها ... وبذاك يظل المظلوم مهموماً والباكي غريقاً بدموعه ونحن حيارى بحالهم وحال أنفسنا الذي يشقينا بالدرجة الأولـــى


وكم من قلوب بيضاء وإذ تختلف أثوابها إلا أنها دوماً تلبس أثواب حب الناس ومساعدة الغير رغم حاجتها الماسة للمساعدة ... فالإثار عنوانها ... والناس لا تحمل لها إلا عنوان المصلحة ... فمتى ما تنقضي مصالحهم انقضوا ... ويبقى القلب المحروم المجروح ... يساعدهم بصمت


ولكن ... ها بسبب الصمت أم سئ طباع الناس هل بسبب أو آخر ... نقف للحظة ونعتذر عن ما نحن عليه ....


لا أعتقد أبداً من العدل أن نعتذر عن ما منحنا الله إياه


وإن ظلمنا الآخرون وإن لمن يقدروا مهيتنا وحتى وإن أصبحنا غامضين جداً ... بل أصوت للفرصة آخرى ، أصوت لعدسة مكبر " دعني أقل لك ما أريد ، لا تحكم علي ، هكذا خلقت "


أيها الصامتون ... لا تعتذروا بل اشكروا ,,, فأنتم وما لكم وعليكم لله وهو خير الحاكمين وأعدل العادلين






يال لهذا الصمت .... يحررننا ويقتلنا


مظلوم وظالم... شقي ويشقينا ... غامض لا له تفسير غير الصمت


.


.


.


من مشاهداتي


بعد الفيلم ... ليلة الخميس


28\01\2010


الساعة 3:20 فجراً

الخميس، فبراير 11، 2010

ذكرى وشمعة وميلاد

نجمـُ مساء ... يضئ والآخر يختفي
وما بينهما .... عطرٌ ينتشر ... وطيف يحتفي
.
تمضي الأيام ... كما يرتاق الماء بخد الزهر
ويرفد الشجر ثم يشيب ويبقى البذر
.
تموت ذكرى ... وتولد شمعة
وعامٌ بعد عام ... والأمل يزداد شعلة
.
وموعد جديد ... مع اللاجديد
ودرب غامض ... وحلمٌ عنيد
.
أهذا ما يدعونه العيد
.... إذناً ... ع ــــــيدٌ سعيد
.
.
رغم أنني أمضي
إلا إنني أغني
.
.
نحي بصمتٍ ... ونموت نزفاً
ثم يحينا التلاقي ...!!
أغنيةٌ لأحدهم
ذكرى كل شجون

تاجهُ بَيدي سَقط

وتسود أمامي ... كما الليل يطوف بعباءته



ثم تنحني وما انحنى ملك إلا لأن يلتقط تاجه


وإذ كيانك يحكي لي قصة لم تحكي


حكاية لماذا تغيب الشمس


وسبباً للموت


وفاتحة العمر وكتاباته


.


.


أرى بعينكـ وهمٌ


لا أصل له


ويتأصل بين الحقيقة شعاع


يقول انظري


تأملي


وارفقي


وأسمح لك بالحلم .


.


.


وتطوف حولي ... تمسك بيدي


تجعل أركان قصرك ورشتي


ولست بفنانٍ ولا ساحرٍ مدعي


إنما أحمل سر انحائك


لا ينحني إلا أن يلتقط تاجه


.


.


وأجلس خلف حياء المساء


وعلى الشرفات


أبدو كإحدى النّجماتْ


ويستيقظ فجأة


كأن الشمس بُعِثّتْ


وساعةُ النّومِ كُفِنتْ


ثم ينحني


وما انحنى ملِكٌ قط


إلا ان تَاجَهُ بيدي سقط


.


.


الثلاثاء 03\02\2010


11:20م


.
ذكرى الشجون

العطش العاطفي

...... في بلاد الغربة ... وحياة الإغتراب ... أطوف العالم بحرفي وحبري ... وحتوفي

فها أنا اقتحم العالم من أوسع أبوابه في ظروف اجتماعية متداخلة أرى الناس ليسوا ثرثارين فحسب بل مساكين ... يبعثون حتى عن المجاملة أو حرف كاذب وإهتمام واهم ليستطيعوا أن ينالوا حصة بسيطة من النوم بعد لليالي الأرق الطويلة والعطش الشديد



ونعم .. أأكد جداً .. أن أكثر ما يجتاح هذا العالم المحموم الذي نعيشه الآن بغض الطرف عن الوسائل التي نعتقد أنها تمنح لنا الراحة بغض الطرف حتى عن النيات الحسنة فإن أسوء من الحروب والأمراض والمؤامرات والتقلبات الاقتصادية .. الأسوء من ذالك كله : هو " العطش العاطفي "


قد ننسى أنفسنا وسط هذا الإظطراب المستمر والذي لا يكاد يتوقف أو يهدأ ولا نكاد نسايره وإن فعلنا تفرغت بعض الدوائر نقصاً للإهتمام أو بسبب الإهمال.


والأشد سوءاً هو أننا ننسى الإنسانية فينسى أحدهم أنه إنسان وأن غيره إنسان أيضاً ... فأصبحت الرغبات لا تحصى ، والدم الغالي ملطخ بكل مكان ، والوقت الثمين الذي لا يعود يسرق من بين أيدينا أو يصبح عدو آخر ، والظلم يصبح جريمة كونية معلنة بالضوء والجميع متهم ، والكل مدان ولا أحد برئ أبداً بكل الكل مشترك في سوق ضخم جدا يستوعب كل ما تستطيع عينك أن تراه .


فأجيبوني " متــــى ؟ "


نهدأ ونقف قليلا ونقول ... لحظة من أنا ؟


لنفسي علي حقا


للناس لهم حق


لن أشارك في سباق اللانهاية


لن أبيع إنسانيتي لبئر الدنيا التي لا قاع لديها


حتماً يوجد طريقة أفضل من هذه


أعتقد بأنني سأغير مسار حياتي ... لطريق أكثر هدوءاً وأقل ازدحاماً


حياتي وراحتي وأحبتي أثمن ما لدي والدنيا لا ثمن لها عندي


" السعادة والحب والسلام " أين رحلوا من العالم ؟؟


متى بالله سنحصل على هذه الإجابات


هناكـ حتماً ظمأ للجواب وللعاطفة وللإبتسامة الصادقة من رحم الأعماق دون ان تعرقل بالتفكير بحل لكارثة حياتية آخرى.


دعوة ... " لتغذية الإفتقار العاطفي "


دعوة ... لنروي أنفسنا وأعزائنا ومن نهتم بالحب والسلام وفيض العاطفة


دعوة ... للسلام لإنسان وكل ما كان


دعوة ... لإحياء الإنسانية


دعوة ... لتحرير ذالك الإنسان الممجد من سجون الظلام والدنيا


دعوة ... لنكون ما عليه


دعوة ... لنحب الحياة ونحب كل ما يحيى


دعوة ... للحب للسلام للمعرفة للعاطفة للحياة


.


.


دعوة ... لأكون أنا وتكون أنت !


.


.


ذكرى الشجون


.... نشرت في جريدة الوطن السعودية ... 2007

طفل المملكة

غرابة تعرج بي بين الحين والآخر ...

وكآبة بين زحام المتعة أراها تكشف عن أنيابها

وحنينٌ يراودني ... يسري بي إلى حيث لا أدري

طريق بخضاب البحر قدري ... وخوف بارتفاع الهضاب

أحاول .... أن أستبين خريطة الممر

ولكن لا بصر لدي لأرى

فعينيان لا تبصران غير ذكرى الظلام

وصندوق الليل ... وقناع البين

أقاليمٌ تقيم بمملكتي

لم اكتشفها بعد

وأفكار تتطاير كنورس البحر

ولا يستقر

وبركان بآخر الغاب يئن ولا ينام

والشاطئ المسكين لا يقذف غير الغرقى

وكيف أساعدهم وأنا الغريق

خطوات بأرضي تذكرني بمرورهمـ

وأركان الجزيرة يقاتلني عليها النسيان

كيف أهب .. بضعٌ من كياني

مملكتي

فصول حكايتي

أحد ألوانــــي

كيف أضعها بين مخالب النسيان

كم أود أن أسحب أيامي

وأعود طفلاً

ينام تحت غصون الكرم

ويلعب فوق جذوع الشجر

ولا يعلم أن مملكته مستهدفه .!!

آآآه كم أود أن لا أعلمـ

سيقدر لي لليلة أنام مطمئنة .!!



.
.
.
مغامرات طفل المملكة
الطفل الذي يحلم بدواخلنا
.
\
متون لا تنتهي

سألونــــي : كيف مسائك ؟

سألونــــي : كيف مساك ؟



قلت : أسودُ


"كفاكِ شؤمٌ" ثم ابتعدُو


فقلت : بل مشتاقٌ


أسودٌ مسائي بلا عيناكْ


.


كيف أمسيتِ ؟


وهل حل المســــــاء ؟؟


لا زالت الشمس بجبيني تركضُ


والشفق لم يأتي بعدْ


أأخرته سحابةٌ أم صدمه تل ؟؟


لا زال النهار بالضوء يهطل


ما زالت الطيور تغني


ومن عاداتها أن تأفل


إذا المساء حل ....!!
.
\
.
\
.
كيف يحل المساء .... وشموعي يأكلها الإنتظار
ونواري يحتكره الأســـى
.
\
.
\
ليلٌ ونهارُ ... كرهما سيان ... إذ بالدار عقربٌ وطوفان
.
\
.
\
حينما ... كان صندوق البوح ... سهواً مفتوحاً ...

صُندوقْ المساءْ

لمْـ أكُنْ أعَلمـُ ... أنَّهُ يَسَمْعُنِـــــي
          يَرْقبُ خَطوتـــِي ... يُطاردُ أَطْيافِـــــي
                            يَهّزُ ظِلّـِــي ... لَيّخَرج آَخِر أخَّبــــارِي
لمْ أعُلمـ أنه .... بِنَدى الحِبر قَضى عُمره يَكتبُنـــي
في دفتــــرٍ من شمعٍ .... تَسرقُ الشمسُ عنه قِصصِي كلُّ صَباحٍ
تذوبهُ تَحتْ أقَدامِ العـَابِرينْ ... فَراشاتُ الضوءِ وهو نائمـٌ
           وعِندمَـــا يَأتِّـــي ... لـَا يَكادُ يَجدُنـــي
فـَــ .. يَبِكي ... وَيبِكي ... فـَــتَنْبُتُ الأرضَ حبر ٌ ... ثمّـ يَعودُ يَرسِمنُي ...
يُطاردِنُـــي ويَعودُ الكرَه .... مرَه تِلوْ مرَه
وصِدقّـــــاً ... لمْ أعلمْـ أنّه .... فجَأةً ... سَئمِـ مُلاحقـتِّي
فـــ ... رَمــــْى ... حُروفَ اسّمـِــي ... لّحنـِي ورسّمي
وأغّلـــقْ كُل ما يَمْتُ بــِـصِلتّــي ... أَحرقْ جَـــميعْ المراكبَ .. واخّنقْ صَلواتِي
وأَحاطِني بــــِمربعِ الأطرافِ أسَودُ ... قُضبانَه مُزخرَفاتٍ بّالنُجوُمـ ... وسّمَا سِجنّي ...
                               " صُندُوقَ المَسّـــاءَ " .....
.
.
.
.
.... قَطُ لا تنّتَهِـي ... 14 ديسمبر 09
فجرُ المسّاءِ ... حِينَما الصُندوقُ كـــَــانَ مَفُتوحاً " سّهَواً ".

السبت، فبراير 06، 2010

المَســــــــافُة بَيننَـــا شّوقْ

المســافةُ بينَّـا شــَوْقٌ
تَحت أكَتافِ كلّ صبــــاحْ .. شذىَ من الأنفاسِ .. تَأتِيني
تُوقظنِي .. تُداعبنِي .. تُعدَّنــي لــِيومـٍ جديد ْ ...
المســافةُ بينَّـا شــَوْقٌ
وعـــلى مِعطفِ المَســــاءِ ... أكاليــــلُ حنين .. تَطرق بَابِـــي
تُمسَينِــي ... تُحَينِــّي ... تَخلَعُ عَنِي ثَوبْ النّهــارِ العَنيدْ ....
ومَـــا بين الصّباحِ والمّساءِ .... حِكَاياتٌ ... حَقائبٌ ... بِلونِ الزِئبقْ النّاعِس
لَــا أكَــادُ أُحْصِيهَا .... لَـــا أكَـــادُ أنّساهَـــا
وتُوقِظ فـيّـَ كـَـوَامِنْ الإِحسّـــاسْ
فَالصبّــاحُ ... شَوقٌ ،،، وَالمسّاءُ .... شَوقٌ
ومـَـا بَّينهُما ... شَوقٌ وشَوقْ
أنّا والشــوقْ
... أشواقٌ لـَــا تّنْهَتِي ...
14 ديسمبر 2009
فجرُ الأشّوَاقْ


الخميس، فبراير 04، 2010

ما أجمل الـــ كـ ع ب ة في عينيها !!



مــــا أجمــــل " ال كـ ع ب ة " في عينياهـــــا !!

كلُّ القلوبِ تحنُ لها ، وكـلُّ الاتجاهاتِ غدْت غربا ً .... نحو أرضِ التقديسِ والمكرماتِ .. موطنُ الرسلِ والرسالاتِ .. كم القلبُ يشتاق لبيتٍ تنتهي عنده كلُ آمالي .. وتبدأ بقربهِ رحلةُ أشواقي.... كم أتمنى لو أكونَ طول العمر طوافا ً.. أو حمامة الحرم تحلق بسلام .. ولآني أحن بأن تعفر جبهتي صبح مساء بسجادٍ أحمر قانيِ أمام الكعبة العظيمة ومقام سيدي وطيف الأحبتي ..
نعم .. شددت الرحال لها .. وأبكيت المقل للقياها.. وما وددت فراقا عنها .. فما أسعدني أنا باللقاء وما أطيب وجدي بمحبوبتي
                   ....( م .. كـ .. ة ) ....
وما زاد رحلة البركة هذي طيباً وجلالاً .. طفلة قابلتها وقابلت معها كل معنى للبراءة والجمال .. طفلة صغيرة علمتني ما لم تعلمني إياه سنيني الكبيرة .. طفلة صغيرة .. خجولة ..
ما اسمكـِ ؟ .... أصبعها في فاها لم تجب .. ما اسمكـِ ؟
جابت عنها طفولتها ... اسمي : ما دفعكـ المجيء ها هنا ؟!!
اسمي : خفايا وبقايا من سنابل الذوات
اسمي : معجزات تلو المعجزات ... أجابتي ولا زالت صبيعتها في فمها ..
واعجبي .. كيف بعينها السودواتين منطق .. نسيت أن للنجوم شعاع .. ورأيت الضوء المتلألئ بسماء عيناها ..
( وجــــدان ٌ ) اسمها ... صوت من قريب
أوجدان .. أخبريني لما أنتي هنا ؟
" لا تحسبي حبي ضئيل .. شددت لمكة الرحيل .. وإن كان سني صغير .. أللشوق عمر أو مصير ؟ "
ولا زالت أعجب .. أيا وجدُ أطربيني ...
طفلة صغيرة تتنفس رحاب العشق المكي .. فما بالنا لا نذكر ألا نبصر ؟
طفلة علمتني كيف ربي أوحى إلها [ قل هو الله أحد ]..
 .. ووقفت أما الحرم تحكي مناسك العمرة .. وأعدنا قصص الخليل وابنه إسماعيل إذ يرفعان القواعد يرددان رباه بارك في هذا البلد واجعله مجمع وفود العالمين .. ( فما ألذه من حديث كأن الشهد سكب في الشفاه .. فيا ليلتي طولي ويا وجدان لا تصمتي ) ..
سألتها أيا وجد .. أتعلمي لما الكعبة غدت روضة المحبين.. وكيف تجذب قلوب العشاق هكذا .. فهي اختصار الأماني .. ورحلة الأفاق لأبواب الجنان .. ؟!!
فعاودت أبصارها صوب الكعبة ذات الخيوط الذهبية والسوداء بجلال تنظرها ورهبة تفكر بها
فأجبت عنها :
 " ربي رب الجمال باركها .. والملائكة بنتها .. والرسل طافت حولها .. والحبيب محمد أسرى منها ..وها نحن بعد السنون والأعمار ... جئناها ساجدين وزوار ... جئناها فيا حلو الأنظار .. وسعد بها الأبصار ..
 جئناها من بعيد ندافع العبرات .. ونحمل السلام لها والدعوات .. لنلقاها ونسجد في ثناياها ...نقبل حجرها ونتخذ مقامها مصلى .. وزمزمها لذة وشفاء .. فوداعا للتعب .. وللنصب .. للهموم .. وللدنيا .. فعندها تنتهي كل النهايات وهنا بداية لعمر جديد .. ميلادنا الليلة وعمرنا لحظات .. أفلا نحبها يا وجدان !!"

صدقا ً ... رأيت الكعبة وجمالها في الصور وفي السور وحتى في الحلم .. ولكن عندما التفتت لي وجدان .. رأيت الكعبة في أبهى منظر ..
فما أجمل الكعبة في عيناها !!
مزجت بالحب البريء مع ابتسامات الطفولة ..
وقفت عندها ومدت يداها .. فحملتها وذهبنا سويا نرتشف ماء زمزم وأنا أدعو " رباه رباه باركـ بهذه الدرة الثمينة وأجعل جمالها أبديا لا يفنى.. وبارك في من سماها وعلمها وبأحسن حديث أدبها وأجعلها قرة عين والديها.. زهرة الحياة الدنيا وريحانة الأخرى.. اللهم آآآآآمين "

أتحسبوا .. أن حكاية وجدان انتهت هنا ؟!!
كلا ورب الكعبة .. فما زالت ذكراها حاضرة كلما استقبلت القبلة.
وما زالت أذني مسكونة بـ"وشوشتها الرائعة ، وهمساتها العبقة" .
وما أنفكـ أذكر دلالها وهي بحضني تردد سورة الفاتحة .

قابلت أمها الحنون وصرحت لي  ... " لا تزال وجدان تذكر قصة الكعبة التي رويتها لها " .. وجدي يقول :" لله درها .. وهل نسيتها كي أذكرها "...
ستظلين يا وجدان ذكرى لا تنمحي ..
                              وإن لم نلتقي ..
فداكـِ نفسي ما أجملكِ
                   .. حفظكِ ربي ..


تاريخ ميلاد القصة :
مساء الخميس / بعد صلاة المغرب في الحرم المكي الشريف
                  الخامس من فبراير 2009

 ذكرى كل شجن